منتديات حرس الحدود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حرس الحدود

اهلا وسهلا بكم في منتديات حرس الحدود
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ضيافة الجن(الجزء الأول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملكـ الحرمان

ملكـ الحرمان


المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 29/05/2009
الموقع : منطقة المدينة المنورة

في ضيافة الجن(الجزء الأول) Empty
مُساهمةموضوع: في ضيافة الجن(الجزء الأول)   في ضيافة الجن(الجزء الأول) I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 30, 2009 7:38 am

!!! فـي ضيــافــة الجـــن !!!

دغدغتني حروفها وأعجبتني طريقتها في السرد إنها قصة من الطراز الأول أحببت أن أُشارككم الإستمتاع برائعتها وليت المسؤولين عن المنتدى يهدونها يوزر بإسم ضوء .,
!!! في ضيافة الجن !!!

الجزء الأول

البحث عن لقمةالعيش من أحد ألأسباب التي أبعدت الناس عن مسقط رأسهم و خالدكذلك
هوشاب في مقتبل العمريعمل
حديثاً في مدينة تبعد مايقارب 300 كلم عن مسقط رأسه...
في كل عطلةأسبوعيةيعودإلى مسقط رأسةيقضي أياماً بين أهلةوأحبابةثم يعودليذوب في زحمة العمل هذا الأسبوع سيخرج من عمله متأخراً قليلاً و ذلك لإنجاز عمل إضافي..
كل دقيقة يقضيها بين أهله كانت تعني له الكثير لذلك كان متكدراً من هذا التأخير...
هبط الظلام ولم ينهي عملةبعد
فاتتةفترةالعصر بكل ما فيها من نشاط و حيوية و ربما لن يصل إلا متأخراً يكون حينها الوقت قد ضاع ماأن أنهى خالد
عملةحتى أنطلق راضاً وصل لسيارتةواستقلهاأطلق لها العنان فىذلك الطريق السريع
علةيدرك بعضاًممافاتةلم يمض كثيراً على غياب الشمس بيد إن رحلتةمازالت في بدايتهازاد
إحساسةبالوحشة طول المسافة
وغياب القمر وقلة السيارات...

وصل إلى نقطةيجب أن يهدئ فيها من سرعته قليلاً, فهي منطقة لنقطة تفتيش عسكرية مهجورةوضعت أمامهابعض
"المطبات" الاصطناعية...
خفف من سرعتةحتى إذا جاوز
نقطة التفتيش بدأ يزيد من سرعته تدريجياً...

أمامةوعلى الطريق لمح شيئاً يتحرك... ربما كان كلباً..
أضاءخالدالأنوارالعاليةلسيارته ليتبين أن مايتحرك ليس كلباً ولكن إنسان..شخص يقطع الطريق من الجهة الأخرى...

نظر إلى الخلف من خلال مرآته ليعطي نفسه الوقت الكافي ليتوقف إن استدعى الأمر لذلك... كان كان هناك شاحنه كبيره خلفه لكنها على مسافةبعيدةنوعاً ما في الجهة ألمقابله كانت سيارة أخرى...
أضاءت السيارة المقابلة من أنوارها ما يعنى أن صاحبها أيضا قد لاحظ ذالك الشخص الذي يعبر الطريق ببطء ...
الغريب في الأمر أن الشخص قصير جدا...لا...لم يكن شخصا عادى...بل كان طفلا ...
بدء يهدئ خالد من سرعته... أما الطفل فمازال في طريق السيارةالقادمةويتحرك ببطء ..
عبر الطفل الطريق المقابل و أصبح في طريق خالد مباشرا..

نظر خالد من خلال مرآتةإلى الخلف ليجد أن الشاحنة قد اقتربت منه كثيرا...
أمام خالد عدة خيارات ... يستطيع أن ينحرف بسيارته ويخرج خارج الطريق إلى المنطقة الترابية حتى يتجاوز الطفل وأيضا يستطيع أن ينحرف قليلا باتجاه السيارات القادمة ويتجاوز الطفل بسلام
المشكلة أن الشاحنة خلف سيارة خالد قد تدهس الطفل فسائقها لا يعلم بما يحدث...

بسرعة قرر خالد!!!

لحظة!!!!!

لم يكن طفلاً!!! بل كانت طفلة!!
فتاة صغيرة...اقترب منها خالد بسيارتةفلم تعرها أي اهتمام..
أستمر خالد في التخفيف من سرعتةحتى إذاوازى الفتاةفتح
باب سيارته وحملها من ذراعها بسرعةوهو يخرج إلى المنطقة
الترابية خارج الطريق و باب السيارة مازال مفتوحاً...
مرت الشاحنة و سائقها يطلق أبواقهابشدةموجهاً لخالد سيلاً من الشتائم...في نفس الوقت عبرت السيارة المقابلة و أبواقها تنطلق بقوة...
تنفس خالد الصعداء بعد أن أنقذ الطفلة و أصبح هو أيضاً في مأمن من حادث وشيك كاد أن يودي بحياتهما معاً...

وضع خالد الفتاة في حضنه و هو في دهشةمن أمرها..لاحظ خالد أنها خفيفة بخفة ريشة...
ينظر إليها بإعجاب و دهشة...
فتاةصغيرةفي الثانيةوالنصف أوالثالثةمن عمرها..كالقمر...ترتدي جلباباً أبيض مائل إلى الحُمرةشعرها كستنائي اللون ممتدعلى ظهرهابشكل جديلة...
شعَرَ خالد بجمالها و ولوجها إلى الروح دون عناء...

حاول أن ينظر إلى عينهالكنها
كانت تشيح بوجهها عنه...
لم تنظر الفتاة إليه و لم تبكي أيضاً...
عيناها مفتوحتان تنظر إلى البعيد بهدوء عجيب...
لم يكن خالد ينظر إليها فقط بل كان يشعر بها.. غير الطفولة لا شئ في ملامحها...
لا خوف.. لا رعب.. لا ابتسامة..و لا حتى تعجب...ملامح جامدة لكن جميلة..لم يستطع خالد تحديد الغريب فيها... ما يعرفه أنها أجمل طفلة رآها يوماً في حياته... براءة...

أين أهلها؟ََ!! و كيف وصلت إلى هنا؟!! هل تراهم من البدو الذين يعشون في هذه المنطقة؟!! و هل يتركون أطفالهم هائمين حول الخطر بهذه الطريقة؟!!
تلفت خالد يمنة و يسرى لكنه لم يرى أحداً في إثر الفتاة...
قبلها خالد دون شعور منه فأغلقت عينيها...رائحتها عبقة, ليست رائحة عطر أو طيب, بل رائحة العشب الأخضر الندي
قبَّلَهابعمق فاستكانت... قبَّلّها ثانيةوثالثةفغطت وجههابكفيها
أسره جمالهاو بهرتة طفولتها..

هم خالد بسؤالها كيف وصلت إلى هذا المكان غير أنه شعر بحركة غريبة...
شيء ما لفت انتباهه...
نظر إلى النافذة البعيدة عنه ليرى شخصاً واقفاً و قد الصق وجهه بزجاج النافذة...
كان ينظر إلى خالد باستهجان و هو يُقَبِل الطفلة...

تحرك الشخص إلى الخلف قليلاً و هو ينظر إلى خالد بتوجس و كانت عيناه تتحركان بشكل غريب جداً...
تحركت الطفلة و نظرت باتجاة
الشخص...سمعها خالد وكأنها تهمس بكلمات...جمد الشخص في مكانه حرك شفتيه بكلمات لم يسمعها خالد..ابتعد قليلاً عن النافذة ثم تحرك باتجاه مقدمةالسيارة..دار نصف دورة حول السيارة ليلتف و يقترب من نافذة خالد..كان خالد يتابعةبنظراتةحتى وصل أمام الباب ليتبين لخالد أنه فتاً في حدودالثانيةعشرة من عمره...

التفتت الطفلة إلى خالد... نظرت إلى عينيه مطولاً...
عيناها بلون موج البحر الهادئ
كأن زرقتهما تتماوج...
نقلت بصرهاإلى الفتى الغريب
والذي بدورةلم يتحدث مع خالد
بل وجةكلامةإلى الطفلة قائلاً: ما الذي أتى بك إلى هنا؟!!
طبعاً لم تجب الطفلة و كل ما استطاع خالد قوله كان بصوت خافت جداً...
قال: انتبهوا عليها!!!

حملها الفتى دون أن يعلق على كلام خالد و غادر من نفس الجهة التي حضر منها

و قبل أن يغيبهما الظلام نظرت الطفلة إلى خالد ثم أبتسمت و أغلقت عينها و رمت برأسها على كتف الفتى...
سارا قليلاًثم غابا في الظلام..
كل هذا و خالد واقف يراقب...

سؤال يسألةخالدلنفسه:إذاكانوا
يسكنون هذه الجهة فما الذي أوصل طفلة كهذه إلى الجهة الأخرى من الطريق السريع؟!!

كان خالد كالمشدوه لا يدري ما الذي يحدث... لكنه يعرف أن رؤيته لهذه الطفلة أشعرته براحة غريبة جداً...
وضع خالد رأسه على مقود السيارة... أغمض عينيه... تنفس بعمق...
ما زال يجد رائحة الطفلة... رائحة جميلة بحق...

فجأة شعر بطرقات على جوانب سيارته... سيل من الحجارة تُقذف باتجاهه...
فتح عينيه... نظر حوله ليجد السكون... و السكون فقط
(خالدمن الذين لايخشون الظلام ولا ترهبهم أخبار الجن)
ردد بينه و بين نفسه بحنق: "أطفال البدو!!!
لماذا هذا الإزعاج... سأغادر قبل أن يحطموا السيارة "
أدار مقود سيارته و انطلق متابعاً رحلته......

يتبع فما زال للقصة أحداث!!!

الجزء الثاني...

وصل خالد إلى أهله و انشغل مع أصدقاءه لكنه أبداً لم ينسى تلك الطفلة... خفتها جمالها عبقها و غموضها...
صورتها تستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيره...
يتمنى أن يراها مرة أخرى...
يتمنى أن ينظر إلى عينيها...

لم يكن خالد كعادته بين أهله..

بل كان مشغول البال... لا يدري ما الذي يجعل صورة الطفلة راسخة في ذاكرته...

وعلى غير العادة, تمنى أن تنتهي العطلة الأسبوعيةسريعاً ليعود إلى مقر عمله فربما يصادف الطفلة مرة أخرى

أصبح يرسم صوراً و أحداثاً في عقله...

تارةً يتخيل أنه لو لم يحضر ذلك الفتى لذهب بها إلى أهلها و وبخهم...

تخيل أيضاً أنه يدخل القرية دخول الفاتحين و هو يحمل الطفلة فيستقبله الجميع بالشكر و العرفان...

تخيل والدة الطفلة مهرولة إليه باكية فتحتضن الطفلة و تشكره على صنيعه...

ثم تخبره بأنها فقدتها من أيام ثلاثة...

و تخيل فتاة في ريعان الصبا تقترب منه فتقبل رأسه ودموعهاقد سالت على خديها..

تخيل أن هذه الفتاة هي أختها فتعجب بشهامة خالد ثم تحبه و تتعلق به...
و كانت هذه أكثر صورة استحوذت على تفكيره و رسمت قراراً يتخذه لاحقاً

وتارة يتخيل أن أهلها يغدقون عليه بالمال والمجوهرات شكراً وعرفاناً ...

لكن يعود خالد إلى واقعه... فيحتسب عند الله ويسأل الله أن يجعل ما فعله لوجهه خالصاً لا رياء فيه ولا شبهه...

ظل خالد على هذاالوضع حتى
انتهت العطلة الأسبوعية وحان وقت عودته إلى حيث عمله...

أنطلق خالدامن رحلةالعودةوهو
يدافع صورة الطفلةمن خياله...

حين أقترب خالدا من نفس المكان... شعر بحاجة ملحه للتوقف... حاول أن يتجاهل هذا الشعور ويمضي في طريقه لكنه عجز عن ذلك...

فكَّر أن يتوقف ليقضي حاجته إلا أنه كان يحاول الصمود حتى يصل إلى أقرب استراحة
صورة ولحدة في خيله تحكم تصرفاته...كان يتخيل شقيقة الطفلة... فتاة جميلة تتعلق برجولته و شهامته دوناً عن كل شباب القرية فتحبه ويحبها ليصورا أجمل قصة حب في تلك الصحراء...

أخيراً قرر خالد... سيتوقف... يجب أن يقضي حاجته... لن يستطيع أن يصبر دقيقةواحده, فربما يرى ما يتمنى...

. ! ! وربما كان يقنع نفسه...

توقف خالدفي نفس المكان الذي ظهرت منة الفتاة وجة سيارتةعلى خارج الطريق وأضاء الأنوار العالية ليجدها أرضا منبسطة جرداء
ممتدة بمد البصر....

أرض خالية...
لا شجر فيها ولا بيوت شعر...

أدار مقود السيارة وأتجه بها إلى الجهة الأخرى...

الجهة التي ظهر منها الفتى وغاب فيها بعد أن أخذ الفتاة...

توقع أن يرى شيئاً في هذا الاتجاه...نزل من سيارته... ألقى نظرة فاحصه شامله ليعود إليه بصره بلا شيء...ارض خاليه...

جلس خالد وقضى حاجته... وما أن انتهى وقف راجعاًإلى سيارته حتى تسمر في مكانه..

رأى شخصاً واقفاًجوار سيارتة
تقدم قليلاً ليجده ذات الفتى...

تلفت خالد يمنه ويسرى قبل أن يوجهه كلامه إلى الفتى قائلاً: أنت؟ من أين أتيت؟!!!

أشار الفتى إلى البعيد ودون أن يتكلم ...

كان الفتى يرتدي ثوباً طويلاً جداً...

همهم بكلمات غريبة قبل أن يقول لخالد بصوت أقرب لأصوات الرجال:ماذاتفعل هنا؟!

كان صوته أكبر من سنه بكثير

أجاب خالد: أردت أن أقضي حاجتي وأرى في أي الجهات قريتكم...

قال الفتى مباشرة: إذن فلنذهب فوالدي يتمنى أن يشكرك على صنيعك..

لم ينتظر الفتى جواب خالد بل فتح باب السيارة من جهة السائق وركب... قضى وقتاً وهويجمع ثوبه قبل أن يرمي بنفسه على المقعدالآخرنظر إلى خالدوأشار له بأن يركب...

ركب خالد السيارة وهو يسأل الفتى: في أي اتجاه؟..أشار له الفتى قائلاً من هنا!!!

شعر خالد بأن رائحة الفتى قوية نوعاً ما... كان جالساً وقدجمع الزائد من ثوبةأمامه.. ليتبين لخالد أن الثوب طويل أكثر مما يتوقعه العقل...

نظر الفتى إلى خالد وهو يقول: هل أتيت لتراها؟!!

لكن ما أن نظر في عيني الفتى حتى لاحظ أمراً غريباً..سرت قشعريرة قويةفي جسدة

نظر خالد إلى عيني الفتى ليجدهما بلمعان عيون القطط لاحظ الفتى تركيز خالد في عينيه فأغلقهما لبرهة قبل يفتحهما فيجدها خالد بلون أبيض مشع لا سواد بهما أقنع خالد نفسه بأنه يتوهم.... رأى الفتى علامات التعجب في وجه خالد فأغمض عينيه من جديد... فتحهما فرآهما خالد كعيون البشر قبل أن يشيح الفتى برأسه مشيراً لخالد أن يسلك اتجاه الوادي...

شعر خالد بأنه في مكانٍ نسيه بني البشر...بدأ يشعر بخوفٍ لم يعرف كنهه...خوفٌ من المجهول..من العالم السفلي..
لكنه و رغم ذلك يحاول أن يقنع نفسه بالعكس...

سار خالد بسيارته في الوادي وهو مسلوب الإرادة...

يعجز عن التوقف يعجز عن الكلام أيضا...

دخل خالد بين جبلين عظيمين وفي الأمام جبل آخر يغلق الطريق...طلب الفتى من خالد التوقف فقد وصلا إلى القرية

ترجل الفتى فتبعه خالد...

نظر إلى الخلف فرأى أنه بين جبال أربعة...

سار الفتى وخالد خلفه لينزلا إلى منطقةمنخفضةعن الوادي...

ما أن نزل خالد حتى رأى القرية أمامه...

قريةمظلمةإلا من بعض الأضواء
المنبعثةمن أمام أبواب المنازل

هناك بعض الفوانيس الضوئية
موزعة على أرجاء القرية...

منازل صغيرة متباعدة...

هدوء غريب و سكون رتيب...

كانت خطوات الفتى سريعة فأسرع خالد للحاق به...

انعطف الفتى بعدأول منزل في
القرية فهرول خالد ليدركه...

وما أن انعطف خالد حتى شد انتباهه مشهد غريب...

رأى رجل ضخم الجثة يجلس القرفصاء و قد ربطت إحدى قدميه بسلسلة كبيرة مثبتة إلى جذع شجرة شامخة...

ظنةخالد في بادئ الأمر مجنوناً

إلا أن قدم الرجل الأخرى كانت مربوطة بسلسلة أصغر لكن نهايتها رُبِطت حول رقبة شاة سوداء...

يتبع......

في الجزء القادم سنعرف قصة هذا الرجل و ماذا فعل مع خالد...و سنعرف كيف تطورت الأحداث و إلى ماذا آلت إليه الأمور...

الجزء الثالث

حين مرخالدبجوارالرجل وثبت الشاةمطلقةصوتاًغريباًرفع الرجل رأسه لتلتقي نظراته بنظرات خالد..هاج الرجل وصاح صيحةعظيمةوهو يندفع باتجاه خالد لكن السلسلة حالت دون وصوله إليه...
كان الرجل قريباًمن خالدبحيث لفحت أنفاسه النتنة وجه خالد...
كان يطلق زمجرةغريبةويتمتم بكلمات لا قِبل لخالد بها هنا..
و هنا فقط سكن الرعب بين أوصاله فسرت في جسده قشعريرةكادت أن توقف قلبه...شعر أنه لا يقوى على الوقوف على قدميه...

تراجع خالد خطوات إلى الوراء ثم تلفت حولةفي خوف
رأى الفتى بعيداً ينظر إليه...
تحرك خائفاً وجلاً وانطلق في إثر الفتى و الذي بدوره اختفى بين المنازل...

في هذه اللحظة لمح خالد شخص يقترب منه ببطء...
ثبت خالدفي مكانةوهو موقن أنةليس بين بني البشرحركة
الشخص الغريب تدل على أن هناك خطبٌ ما...
شعر أن ما سيحدث أمرٌ لن تحمد عقباه...كان الشخص الغريب مخيفٌ في خطواته...
يخطو خطوة ثم يقفز في الثانية و يرجع رأسه إلى الوراء بقوة... أوجس خالد منه خيفة و سلَّم أمره لله...

حين تبين خالد شكل الشخص الغريب صُعِقَ مما رأى...
رجلٌ بلا ملامح!!!
بل بلا وجه!!!
لا شيء سوى فتحات تقوم مقام الفم و العين أما الأخرى فممسوحة...قطعتا لحم سوداء تتدلى من كتفيه بدلاً من الذراعين...ساقان قصيرتان متصلتان بقدمين مفتوحتين في الاتجاه الآخر...

أنحلت العقدة عن لسان خالد ليصيح بأعلى صوته"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"...
توقف الرجل أمام خالد مباشرة
تقلص حجم ما يفترض أن تكون عينه الوحيدة...
كشر عن فمٍ لاأسنان فيةأطلاقاً
تمتم بكلماتٍ غريبة و بصوت كالرعد يصم الآذان...

تحدث إلى خالد بغلظة وقال: لماذا تستعيذ بالله؟!!
هل رأيت شيطاناً؟!!!
لم يجبه خالد بل فتح عينيه على مصراعيها...
تابع الغريب كلامه قائلاً: هل تظن أن أشكالكم أنتم بنو البشر تعجبنا؟!!هل تعتقد بأن هذا التشكل القبيح يعجنا؟!! لقد أُجبِرنا من ملك القبيلة بأن نتشكل بهيئة البشر بسبب وجودك على أرضنا...

كان خالد يستمع وقد تجمدت أوصاله حتى عن الهرب...
يشعر ببردٍ يسري في أطرافه..
يقرأ في سره ما قد حفظه من كتاب الله...

لم ينتظر الغريب أي ردٍ من خالد بل باغتةبسؤال:هل تريد أن ترى شكلي الحقيقي؟!!
قلها... ليس عليك سوى أن تطلب ذلك!!!
استرسل الغريب قائلاً:لا داعي
لأن تطلب سترىشكلىالحقيقى

بدأ الغريب في التشكل...
أول ما لحظه خالد كان تلك القطع اللحمية و هي تكتسب صلابة...تمددت القطع اللحمية واكتست بأجزاءمثل قشور السمك تلاشت القدمين ليسقط الغريب على ركبتيه ويتخذ وضعية السجود...
من منتصف ظهره برزت مجموعة عظمية متصالبة ذات رؤوس حادة...
تمتد الرؤوس الحادة لتغرس في جانبي الرقبة...
أنفتق رأس الغريب ليكشف عن رأس صغير جداً شبيه برؤوس الكلاب...

ترنح خالد في مكانه وسقط أرضاً و هو يطلق صرخة عظيمة "يا الله"...
سمع خالد صوت من خلفه كصوت الريح و لاحظ أن الغريب قد جمُد مكانه...
التفت خالد إلى الخلف برعب ليرى تلك الطفلة مقبلة إليه مهرولة...لكنها في هذه المرة كانت أكبر من قبل...
فقد رآها بحدود السابعة أو الثامنة من عمرها...

تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجب ما رآه خالد...

يتبع
الجزء الرابع...

تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجب ما رآه خالد...

رأى الطفلة واقفة بينه و بين الغريب...
أستطاع أن يرى وجهها و هو يزداد صلابة و غموضاً...
وقفت الطفلة برهة...
أطرقت برأسها إلى الأرض و الغريب ثابت لا يتحرك...
رفعت رأسها بهدوء و هي تنظر إلى النجوم...

أشارت للكائن الغريب بأصبعها و هي ترسم علامة دائرة في الهواء...
مع أشارتها تموج الغريب قبل أن يبدأ شكله في التحول الى ما يشبه الكلب لكنه بدا برأسين
أشارت بيدهامرةأخرى فتكور الغريب على نفسةوبرزت على ظهره ثلاثة أقدام مسطحة...

عادت الطفلةتشيربيدهاعِدةمرات
وهي تطلق زمجرةخافتة
استوى الغريب واقفاً على قدميه إلا أن الجزء الأعلى من جسده كان مطموس الشكل هلامي الحركة...

تراجعت الطفلة إلى الخلف فتجاوزت خالد ليصبح من جديد بينهاوبين الكائن الغريب..
أستطاع خالد و ببقايا عقله المحطم أن يفكر في الهرب فها هي الطفلة تعجز!!! وقد تصبح هي الضعيفة بلا شك!!!

زحف خالد محاولاً الهرب...
وما أن أدار إلى الخلف حتى اصطدم بوجةالطفلةأحمر قاني بعينين تومضان بشدة و كل غموض الأرض على محياها
عاد خالد ليسقط مكانه بينما بدأ الغريب يقترب من الطفلة رويداً رويدا...

ضربت الفتاة بقدمها الأرض فاهتز الكائن الغريب و تمدد على الأرض ويصبح كحيةٍجرداء
على جوانبها ما يشبه الأجنحة...
بدا الكائن الغريب عاجزاً عن إتقان أي شكل يتحول إليه...
وما هي إلا برهة حتى برز للكائن الغريب رأس أسودكبير
بدأ الرأس يكبر و يتعاظم حتى أصبح أكبر من الجسد...

أقترب الكائن من الطفلة فرفعت يدهاوهوت بهاعلى ذلك
الرأس لتطوح الكائن بعيداً بقوةٍلا تصدر عن أعتا الرجال..
تدحرج الكائن و هو يطلق خواراً هائلاً و يغرس رأسه في الأرض قبل أن يبدأ بالتلاشي و الذوبان...

على صوت خوار الكائن العالي رأى خالد أبواب منازل
القرية تُفتح و النوافذ تُشَرَّع...
من هذا المشهد, أنخرط خالد في بكاء مرير وكأنه طفل...
سلوته الوحيدة أنه كان يتمتم _بآياتٍ كان يحفظها...

التفتت الطفلة إلى خالد ...
تقدمت باتجاهه...
أمسكت برأسه...
قربت وجهها منه...
همست في أذنه بصوتٍ طفولي عذب: لا تخف
لن يؤذيك بعد الآن!!!
وكانت هذةأول مرةيسمع فيها خالدصوت الطفلةوهي تتكلم...

في هذه الأثناء رأى خالد أشباحاً تعبر الأبواب و النوافذ...
رأى رهطاً منهم يتحرك في الظلام باتجاهه...منهم من يمشي على قدمين و منهم ما يزحف زحفاً...ومنهم أيضاً ما يبدو أنه يطير...

أغتم خالد لهذا الأمر كثيراً...
لم تعد كلمة "رعب" تصف ما يشعر به...
تمنى أن يتوقف قلبه عن النبض علَّه يرتاح...
تمنى أن يشرق قرص الشمس و يزيح هذا الظلام...
و بيأس الغريق الذي فقد الأمل في النجاة بكى...
اتسعت عيناه هلعاً وهو ينظر إلى الطفلة تسقط على ركبتيها

نعم!!!
لو استطاعت الطفلة على ذلك الكائن الغريب فلن تقوى على المجموعة القادمة...
بدأ عددهم يزداد و هم يتقدمون باتجاهه...
لسان حاله يقول: كم شيطاناً منهم سيتلبسه؟!!

حين وصلوا إلى حيث استطاع خالد أن يتبين أشكالهم شرع في قراءة آية الكرسي بصوت عالٍ...
وقفوا أمامه برهة, يتقدمهم شيخ مهيب كامل الخلقة بلحيةٍ بيضاء...في الأمر شيء واحد غريب جعل خالد يتأكد بأن الشيخ أيضاً من الجن!!!

كانت قدما الشيخ حافيتان والأغرب من ذلك أنهما لا تلامسان الأرض...
قامت الطفلةمن جلستهاوتعلقت بيدالشيخ وهي تشيرإلى خالد
أنقطع صوت خالد و أصبح يقرأ آية الكرسي همساً...تبسم الشيخ في وجه الطفلة و تقدم من خالد...

انحنى الشيخ وسأل خالد بصوتٍ غليظ:ماذاتقرأوعلى من؟
أبتلع خالد لعابه و هو يفكر: لماذا لا تردعهم حتى آية الكرسي؟!!لمن سيلجأ بعد الله و بمن يحتمي؟!!
ماذا سيكون مصيره الآن و قد عجز عن دفعهم عنه؟!!

هل فعلاً لا تردعهم آية الكرسي؟ و لماذا؟
لم يجب خالد على كلام الشيخ و الذي بدوره استرسل قائلاً:ياخالد!!لا تقلق فلن يؤذيك
أحد نحن مثلك ندين بالإسلام ونعرف حرمةأذيةالمسلم
قال خالد بوجل: من أنتم و ماذا تريدون مني...
أجاب الشيخ باسماً: نحن قوم من الجن وأنا ملك الجن في هذا الوادي و قد أمرت القبيلة بحسن استقبالك بعد ما فعلته لابنتي"زيزفونة" و أشار الشيخ إلى الطفلة...

نظر خالد إلى الطفلة و قد بدأ يزول ما به من خوف فابتسمت له بوداعة...
نظر خالد إلى الشيخ و سأله بصوتٍ متهدج: هل تحلف بالله بأنكم لن تؤذوني؟!!
رَبْتَ الشيخ على رأس خالد فشعر بيده دافئة دفئ يسري إلى القلب سكينة و هدوء...
تنحنح الشيخ قبل أن يقول لخالد: لا تقلق فلن يعصي أمري احد من القبيلة...

تلفت خالد حوله فرأى الفتى واقفاًأشار إليه و هو يسأل الشيخ:وهذاالفتى هل هوأبنك؟
أجاب الشيخ:لا أنه "طارخ" أبن أخي و هذا الذي بجواره والده, أخي " هيدبا"...
قال خالد و قد أكتسب ثقة أكبر و مسح دموعه: لكن لماذا كانت الطفلة وحيدة هناك و كيف تغفلون عنها؟
قبل أن يجيب الشيخ تدخل الفتى"طارخ" قائلاً: أراك قد مسحت دموعك و صرت تتكلم بحرية و للتو كنت تبكي كالطفل الرضيع...
صمت خالد و هو يشعر أن الفتى"طارخ"يمقتةو قد يضره
هنا تدخل "هيدبا" والد طارخ موجهاً كلامه إلى أبنه: ومن سمح لك بالكلام؟
أطرق الفتى برأسه إلى الأرض بطاعةفي حين اقتربت الطفلة من خالد و أمسكت بيده تحثه على الوقوف...
قال ملك الجن بصوتٍ حنون: هيا ياخالد قم بنا إلى قصري سأشرح لك كل شي قبل أن يحل الصباح فأنت الليلة في ضيافتنا...

وقف خالدوعن يمينه الطفلة
"زيزفونة"وعن يساره ملك الجن و "طارخ" و "هيدبا"...
وقفوا مواجهين لأفراد قبيلة الجن قبل أن يقول ملكهم بصوت عالٍ:
مرحباً بك ياخالد في قريةالجن
مرحباً بك خارج عالم البشر!!مرحباً بك...
أنت الآن في ضيافتنا
أنت الآن!!!!!!!!
"في ضيافة الجن".!!!!
امتلأ الوادي بالترحيب وضجت أركانه بالهتافات
والصيحات الغريبة...
أما خالد فقد تلفت ينظر إلى تلك الشخوص في الظلام ...
فلا يدري كيف ستكون الضيافة

في الجزء القادم سنعرف كيف كانت ضيافة الجن...
و سنعرف ما حدث في قصر الملك من أحداث

الجزء الخامس

أنطلق خالد معهم و خلفه باقي أفراد قبيلة الجن...
شعر بهم يحتفون به و ستقبلونه استقبال الأبطال...
حين يلتفت حوله يراهم يزدادون عدداً...
الذين يستطيعون التشكل بأشكال قريبةمن أشكال البشر هم القريبون منه أما اللذين تنقصهم الخبرةوالمهارة فهم في الصفوف الخلفية...
و يستطيع أيضاً أن يرى بعض الأشكال المرعبة و الأعين المتوهجة لكنه و بعد طمأنة ملك القبيلة له وجد نفسه أكثر ثقةً...

ساروا جميعاً و هو ممسك بيد الطفلة حتى إذا وصلوا إلى جبل عظيم التفوا حوله ليراه خالدمن الجهةالأخرى قصراًمنيفاً
رحبوا بخالد كثيراً و أجلسوه في صدر المجلس عن يسار ملك القبيلة, جوار خالد جلست الطفلةوكان على يسار الشيخ شقيقه"هيدبا"ويليه"طارخ"...
مجلسٌ كبير امتلأ بالجن المتشكلين على هيئات بشر
أما المجلس المقابل فقد جلس فيه أنصاف البشر!!

دارت أقداح القهوةعلىالحضور
تذوقها خالد ليجدها من ألذ ما ذاقه يوماً...
دار الحديث بين خالدوملك الجن
و"هيدبا"..أحياناًيتدخل الفتى
"طارخ" فبدا ذا عقلٍ راجح يسبق سنه بكثير عكس ما توقع خالد...

قال الشيخ: يا خالد!! سأخبرك الآن سبب استضافتنا لك و استقبالك في عالمنا...
نحن يا خالد من قبائل الجن المسلمةوهناك حرب دائرة بيننا وبين قبيلةأخرى من الجن وهذةالقبيلة لا تدين بالإسلام فهم من عبدة النار و قد جعلنا بينناوبينهم منطقةعازلةوحدوداً يراقبهامجموعةمن خيرة شباب القبيلةوفي مقدمتهم قائدهم
"طارخ"...في بعض الأحيان تغيرعلينا تلك القبيلة فيتصدى لها"طارخ" والذين معه حتى يلتحق بهم باقي أفراد القبيلة
وبين حدود قبيلتناوحدود القبيلة الأخرى هناك منطقة عازلة نستطيع بلوغها لكن بحذر !! فهم لا يؤمن جانبهم...

في تلك الليلةابتعدت ابنتي
"زيزفزنة" كثيراً عن حدود قبيلتنا...والمشكلة أن عيناً من تلك القبيلة رصدت تحركاتها فأوصلت الخبر إلى ملك تلك القبيلة لينطلق في إثرهاومعة
الكثيرمن أتباعةناوٍ اختطافها...
و من فضل الله استشعرت
"زيزفونة" الخطر و حاولت العودة قبل أن يظفروا بها...

طارت "زيزفونة" في محاولة منها الوصول إلى حدودالقبيلة حيث يستطيع"طارخ"حمايتها!!!

نظرخالدإلى الطفلة"زيزفونة"
قبل أن ينقل بصرةإلى الشيخ وهو يسأل بدهشة:وهل تطير
"زيزفونة"؟أجاب الشيخ بابتسامة: نعم ياخالد
منا نحن معشر الجن من يطير و منا من يمشي و هناك أيضاً من يعيش في الماء كالسمك..
نظر خالدإلى طارخ وهو يسأل:وهل تطير أنت ياطارخ؟
أجاب "طارخ": نعم يا خالد فأنا أيضاًمن عائلةالملوك وطبعاً
أفضل الجن هو الجن الطائر..

أعتدل خالد في جلسته و نظر إلى "زيزفونة" المبتسمةوهو يمسح على شعرها لتغمض عينيها في سكون آسر...
عاد الشيخ يتابع كلامه: حين طارت" زيزفونة" في محاولة منها النجاة أجبرتها أضواء سيارتك على أن تتشكل بسرعة إلى أي صورة فلم تجد إلا أن تتشكل بصورة طفلة حتى لا تُرعِبك...

وقد أدركوها على مشارف سيارتك حتى قبل أن نعلم بما يجري...حين أوقفت سيارتك وحملت زيزفونةصار من الصعب
عليهم الاقتراب أتدري لماذا؟
أجاب خالد باستغراب: لماذا؟!!
قال الشيخ: لأنك و قبل بداية رحلتك قرأت دعاء السفر فجعل الله لك حافظاً من عنده يمنعهم عنك...

استرسل الشيخ في كلامه قائلاً: وصلنا الخبر من طارخ بأن زيزفونة في يد إنسي مما جعلنا نغتم كثيراً فانطلق أهل القبيلة في إثرك لأننا خفنا أن يكون ساحراًمن الأنس قد تمكن منها...أول من وصل إليك كان"طارخ"ناوياً الهجوم و القضاء عليك لكنك كنت في حفظ الله فوقف طارخ حائراً...
قرر أن يخلصها رغم أمكانية احتراقةللأبدولأنك في حفظ الله
فلن يستطيع أن يلمس منك شعرة غير إن زيزفونة شرحت
له الموقف بلغة لا تعيها أنت و أخبرته بأن الموت قادم و أبن ملك القبيلةالأخرى في إثرها...((((((((تابع الجزء الثاني)))))))) lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ضيافة الجن(الجزء الأول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حرس الحدود :: منتدي الرومنسيات-
انتقل الى: